samedi 2 juillet 2011

طاقة المكان وعلاقتها بالإنسان


لماذا نشعر أحياناً أننا فقدنا السيطرة على حياتنا، أو أنها تسير في طريق غير الذي نحلم أو نرغب به، وأن كل ظروفنا اليومية تسير عكس ما نريد؟!


هل تعلم أنك أنت الذي تصنع حياتك التي تعيشها؟


"إنما الأعمال بالنيّات"... وهناك مثل قديم يقول: "حيث يذهب الاهتمام تذهب الطاقة"... والفكرة هي قدر... أي أن الطاقة تجري في الاتجاه الذي نصب فيه اهتمامنا. والممتع في الموضوع أننا قادرون في كل لحظة على اختيار وتحديد هذا الاتجاه، حسب طريقة تجاوبنا مع ظروفنا وتجاربنا في الحياة.



إن هدفنا الذي نسعى إليه يبدأ من اختيارنا في هذه اللحظة...
وهذه اللحظة تصنع الحالة في اللحظة التي تليها... وهكذا....
وهذا كله هو ما يصنع مجرى حياتنا...




لكي نصنع ذلك التغيير في حياتنا بوعي وإدراك يجب علينا أن نبدأ بتغيير أفكارنا... 
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم... 
وعلم طاقة المكان والإنسان هو العلم الذي يساعدنا على تحقيق ذلك التغيير عبر التعامل مع أشياء ضمن محيطنا... والوصول إلى هدفنا بأن نجعل المكان المحيط بنا يتوافق مع ذلك التغيير.



اسم هذا العلم: "الفنغ شوي" كلمة من أصل صيني قديم، وتعني حرفياً (رياح وماء)، ويعود ذلك العلم إلى آلاف السنين. 
وقد استُخدم كثيراً في هندسة وتصميم البيوت عند العرب القدماء وحتى عصرنا هذا، بكثير من الوعي أحياناً، وكثير من العفوية والفطرة أحياناً أخرى، سواء كان داخل البيوت أو خارجها.
وإذا تناولنا بعض الأمثلة من أبنيتنا القديمة المألوفة، نجدها تتوافق مع بيئتنا إلى حد بعيد كي توفر لساكنيها أفضل شروط العيش في تلك البيئة.



مبدأ العلم يعتمد على الطاقة وجريانها. ومنه نجد أن الفراغات المستطيلة مثلاً تختلف عن المربعة، تختلف عن المستديرة منها أو المثلثة بحسب جريان الطاقة في تلك الفراغات، وكذلك هو الحال بالنسبة لارتفاعاتها والمواد التي بُنيت منها، والألوان التي استُعملت فيها.


وأما بيتُنا، فهو بيئتنا الصغيرة التي تحنو علينا وترعانا بقدر ما نرعاها، وتعطينا بقدر ما نعطيها...
ذلك الفراغ الصغير ليس فراغاً فحسب، بل هو مرآةٌ تعكس مَن نكون... لكننا نحن أيضاً مرآة له، يؤثر بنا وبحياتنا.... لذلك نستطيع أن نحدث التغيير الذي نريده بمجرد أن نطبق على محيطنا التغيير الذي يتوافق مع ما نسعى إليه، إن كان في مجال الصحة، العمل، المال أو الأسرة..... الخ.



هل خطر لنا يوماً أن نسأل أنفسنا لماذا نشعر بضيق في مكان ما؟! 
أو براحة في مكان آخر؟! 
أو بحاجة إلى إجراء بعض التغييرات في المكان، وإعادة توزيع الأشياء حولنا إلى أن نحصل على راحة أكبر؟!
هذه كلها ترتبط بطاقتنا والطاقة المنبعثة من كل شيء حولنا، ومدى توافق هذه الطاقات وانسجامها مع بعضها البعض أو عدمه. والتوافق هنا يعني التوازن...



علم طاقة المكان والإنسان، هو العلم الذي يجعل الطاقة المحيطة بنا تجري بتوازن وانسجام... وإذا طبقنا مبدأ التوازن على أعظم ما هو حولنا أو أبسطه، لوجدنا أنه كلما كانت الأمور حولنا متوازنة كلما كانت حياتنا مستقرة ومثمرة.
فكل ما هو حولنا يقوم على مبدأ الثنائية: أنثى وذكر، حياة وموت، ظلمة ونور، سالب وموجب، لا وجود لشيء دون الآخر، ففي التوازن تكامل...



وعلينا أن نتذكر جيداً: رغم أننا نعيش في عالم الأشياء، إلا أننا لسنا فقط المخلوقات الحية الوحيدة التي لها طاقة أو هالة تحيط بها.... وعلينا أن ندرك أيضاً أن أي تغيير في ما هو حولنا يؤثر بنا، لأن طاقة كل الأشياء الحية وغير الحية تؤثر وتتأثر ببعضها البعض.


فلنتخيّل أنفسنا ضمن كرة من الطاقة تمتد حتى ثلاثة أمتار... ما إنْ نتنقّل عبر المكان حتى تتداخل كرات طاقتنا مع طاقات مَن هم حولنا من أشياء وأشخاص... لذلك تتجاوب طاقتنا مع الطاقة المتداخلة إنْ كان سلبياً أو إيجابياً، والعكس بالعكس.... فيتم التواصل في الأفكار والمشاعر بين الأشخاص عبر حقول الطاقة المحيطة بهم.


لذلك مثلاً نستطيع أحياناً أن نقرأ الحالة العاطفية أو الانفعالية للأشخاص المحيطين بنا من خلال إحساسنا بهم... أو أننا نشعر بالسلام والطمأنينة إذا ما دخلنا أحد أبنية العبادة، وهو المكان الذي صلّى وتعبّد فيه الناس لقرون أو لآلاف السنين.


وما طاقتنا وطاقة ما حولنا إلا بعض من كل، تتداخل فيما بينها، فإذا ما تناغمت وتكاملت ارتقت إلى الطاقة الكونية الأعلى، وذاب المخلوق بالخالق.


علم طاقة المكان والإنسان فيه كثير من المبادئ والتفاصيل، لكنه يقوم على أسس محددة وبسيطة ترتبط بأجسادنا وبالطبيعة وطاقاتها الواضحة.


بالعودة إلى أنفسنا والتأمل يمكننا اختبار وتطبيق كثير من المبادئ العملية... وسنستعرض لاحقاً بعض الأسس التي يقوم عليها هذا العلم، المتجسدة فينا وفي كل ما يحيط بنا.

Dr. Joseph Majdalani - Part1

music & frequency


قوى الجسد الخفية


هذا الكتاب
هذا الكتاب هو خلاصة للغوص في بحار عدد من العلوم و الفلسفات الشرقية و الغربية المعقدة ، بعضها يضرب في القدم إلى أبعد عهود الحضارة و بعضها يدين بالفضل إلى أحدث اكتشافات معاهد العلوم الماورائية الحديثة Paranormal Sciences .
و كنت قد عكفت طوال تسع سنوات ، هي الفترة من عام 1996 و حتى الآن على جمع و دراسة كل ما يتعلق بالتراث الغيبي في العالم ، و قد وفقني الله للعثور على مصادر موثوق بها ، تنوعت ما بين كتب و مخطوطات محققة و غير محققة ، على الرغم من تشتتها و تبعثرها بين دور الكتب و المتاحف و المكتبات العالمية ، كما تيسر لي الاتصال بعدد من العلماء و الباحثين و كبار الكتاب المتخصصين في هذا المجال ، لم يدخروا وسعا في سبيل إمدادي بالمعلومات و مصادر البحث في هذا الحقل العلمي الوعر و المثير في آن .
كما كان للتجربة العملية أكبر الأثر في تحويل الجانب النظري إلى مبتغاه الأساسي – فالمحك الحقيقي لأي نظرية هو الجانب التطبيقي منها – حيث مارست بنفسي عددا من الرياضات النفسية و الذهنية و البدنية ذات الطابع الماورائي و التي ساهمت في شحذ طاقاتي الخاصة ، بل و التي كان لها أعظم الفضل في شفائي من بعض الأمراض التي عانيت منها زمنا طويلا – كما سيرد في تجربتي الشخصية في هذا الكتاب – و من هذه الرياضات : " هاتا يوجا " Hatha Yuga ، " راجا يوجا " Raja Yuga ، " كونداليني يوجا " Kundalini Yuga و " الأوتوترينينج " Auto Training أي ( تدريبات الشحن النفسي الذاتي المولد للطاقة ) .
و حينما راجعت مؤخرا كم المصادر العلمية التي تمكنت بفضل الله من اقتنائها آثرت أن أبثها في المكتبة العربية لعدة أسباب ، من أهمها :
1- إفادة أكبر عدد ممكن من القراء عن طريق نشر هذا اللون من المعرفة ذات الفائدة الجبارة و التي أثبتت الأبحاث العلمية فعاليتها التي لا تنكر ، ( أنظر على سبيل المثال لا الحصر مدى النجاح الهائل الذي أصبح يحققه واحد من أشهر أساليب الطب البديل حاليا ، ألا و هو العلاج بالإبر الصينية ، و الذي يعتبر واحدا من عشرات العلوم الماورائية و التي سنستعرضها تباعا ) .
2- اللحاق بركب المكتبة الدولية في هذا المجال الذي أصبحت تؤلف فيه ملايين الكتب و النشرات و الدوريات ، و تؤسس من أجله الجامعات و المعاهد و المعامل و مراكز التدريب و العلاج على مستوى العالم ، هذا في الوقت الذي ما زلنا فيه للأسف الشديد خارج نطاق الركب العالمي ، و تكاد المكتبة العربية تخلو من الدراسات الجادة الرصينة في هذا المجال ، فيما عدا المؤلفات المعتادة و التي لا يتعدى معظمها في نظري مجال الإثارة و قصص الخوارق و أدب الخيال العلمي !!!
3- العودة بهذه العلوم و الفلسفات إلى ما يليق بها من رصانة الكتابة العلمية ، محاولة لتخليص مفهوم " العلوم الغيبية " و " العلوم الماورائية " من اشتباكات و مغالطات الجهل التي خلطت بينها و بين ألاعيب الدجالين و حيل السحرة ، و هو الأمر الذي أدى للأسف – إلى جانب أسباب اجتماعية و اقتصادية أخرى تخرج عن نطاق هذا الكتاب – إلى استشراء خطورة هذا القطاع الجاهل من المشعوذين الذين يتاجرون بجراح الناس و يبتزون أوجاعهم و أحلامهم ، بل و ينجحون أحيانا في اختراق عقول المثقفين !!!
و قد آليت على نفسي أن أشرع بعون الله في كتابة سلسلة من الدراسات التي تغطي المجالات المختلفة لعوالم القوى الماورائية تحت مسمى " سلسلة القوى الخفية " ، بحيث تصدر تباعا في هيئة كتب مسلسلة لكل منها عنوانه و موضوعه الخاص الذي يسبر جانبا من موضوعات هذا العالم الخفي .
و من جميل توفيق الله سبحانه تيسير الأسباب لترى هذه السلسلة النور على يدي السيدة الفاضلة " هالة عمر " رئيس مجلس إدارة مؤسسة " هلا للنشر و التوزيع " ، وهي السيدة التي لمست فيها مضاء عزيمة و حبا للمغامرة قل أن يتوافرا في الكثير من الرجال ، فلها مني الشكر على حماستها التي وطدت إصدار هذه السلسلة .
و لما كنت أتمنى لهذه السلسلة أن ترى ذيوعا و انتشارا بين كافة طبقات القراء و المثقفين ، فقد قمت بتخليص نظريات هذه العلوم من التعقيدات الفلسفية – و بعضها موغل في الصعوبة – كما حصرت كلا منها في موضوعه ميسرا و مقدما خلاصتها للقارئ دون تهافت في التبسيط ، ليتمكن الجميع من الاستفادة منها على تنوع مستوياتهم التعليمية و الثقافية .
و لما كنت قد لاحظت أن عددا كبيرا من هذه العلوم و الفلسفات يشترك في الإلحاح و التأكيد على موضوع بعينه ، هو ما يمكن أن نسميه ( مراكز الطاقة الخفية الكامنة في جسم الإنسان ) ، فقد رأيت من المنطق أن أبدأ الاستهلال به لهذه السلسلة للسبب المذكور من جهة ، و من جهة أخرى ليكون بمثابة ركيزة عملية يستطيع من خلالها من يطمح إلى إيقاظ طاقاته الخفية و إتقان علوم الطاقة الخفية أن يقوم بتحضير نفسه عمليا عن طريق البدء ببناء ترسانته الخاصة من الطاقة الروحية / النفسية الكامنة في الجسد و التي أصبح من المسلم به أنها هي الركيزة الأساسية التي لا غنى عنها لجميع أساتذة الظواهر الخارقة البارزين في هذا المضمار .
و في هذا الصدد لا يسعني إلا أن أتوجه بمزيد العرفان إلى عدد من العلماء و الأصدقاء و الفضلاء الذين لولاهم لما رأت هذه السلسلة النور ، و هم :
1- السيد " ألبرت إجناتنكا "Albert Ignatenka العالم الروسي الأشهر في مجال الباراسيكولوجي Parapsychology و مدير معهد " الإيزوتيريك " Esoteric بأوكرانيا ، على إسهاماته الثمينة في مجال " الأوتوتريننج " .
2- السيد " يوري جيللر " Uri Geller صاحب الظواهر الخارقة و الشهير عالميا في مجالات " السيكوكينزيس " Psychokensis ، على شروحه المسهبة لتقنيات الظواهر النفسية المؤثرة على المادة .
3- الدكتور " دونالد هيل " Donald R.Hill أستاذ تاريخ العلوم العربية و زميل جامعة " أدنبرة " Edinburgh ، على بحوثه القيمة في مجال تأصيل الظواهر علميا لدى العرب .
4- السيد " ويكفيلد " C.Wakefield الأمين المساعد بمكتبة " بودليان " ، على تذليله لصعوبات الاطلاع على النسخ الرقمية المتاحة لمقتنيات المكتبة .
5- السيد " فرانسيس ماديسون " Francis Maddison أمين متحف تاريخ العلوم بجامعة " أوكسفورد " ، على مجموعاته الثمينة من المخطوطات و الأصول .
6- السيد " سوامي نيرانجانانادا ساراسواتي " Swami Niranjananada Saraswati أستاذ اليوجا و مدير مؤسسة " بيهار يوجا بهاراتي " Bihar Yuga Bharati ، على إرشاداته الروحية و التقنية في رياضتي " الهاتا يوجا " و " الراجا يوجا " .
7- السيدة " هالة حسين عمر " رئيس مجلس إدارة مؤسسة " هلا للطباعة و النشر " ، على تبنيها لمشروع السلسلة و تذليلها لصعاب النشر و التوزيع .
8- السيد " هاني الأشقر " المدرس المساعد بكلية الفنون الجميلة ، على دعمه النفسي و مساعدته القيمة في دفع الكتاب للظهور .
و الله المستعان و عليه قصد السبيل .
ياسر منجي
القاهرة في 20/12/2004


هذه السلسلة
ما معنى طبائع العناصر ؟ هل هناك قوى للحروف و الأشكال و الأرقام ؟ ماذا تعرف عن أسرار الحضارات القديمة ؟ ما هي قوى اللون و الصوت و الضوء ؟ كيف تستفيد من أسرار الأهرام ؟ ما هو العلاج بالألوان و كيف تزاوله عمليا ؟ كيف استفاد القدماء من أسرار الأعشاب و النباتات ؟ ما هو سر تمتع البعض بالجاذبية الخارقة ؟ ما معنى الحدس ، و ما هي أسراره ؟ ماذا تعرف عن عالم الرموز و أسراره و قواه ؟ هل هناك عن الأبراج غير ما يعرفه عامة الناس ؟ ما هي طاقات الأحجار و المعادن ؟ ما هي الهندسة المقدسة ، و كيف تستفيد من قوى الفراغ المحيط بك ؟ ماذا عرف القدماء عن قوى الإرادة ، و كيف سخروها ؟ ما هي الغرائز ، و ما السبيل إلى السيطرة عليها ؟ ما العقل و ما الروح ؟ ما هي علاقة العقل بالجسد ، و ما علاقة الروح بالعقل ؟ ما معنى " المكتوب على الجبين " ؟ ما هي أسرار خوارق المتصوفة ؟ ماذا تعرف عن قنوات الاتصال بين أجزاء الكون ؟ هل يمكنك أن تستعمل الإيحاء الذاتي و تستفيد من التنويم المغناطيسي ؟
الإجابة على هذه الأسئلة هي بعض طموح هذه السلسلة .

المؤلف


كلمة لابد منها
الكتابة في مجال الخوارق و العلوم الغيبية مغامرة محفوفة بالمتاعب – لاسيما في مجتمعاتنا الشرقية – لعدة أسباب جعلت من رواد هذا المجال - القديم و الحديث في نفس الوقت – هدفا مستمرا للسخرية و الشكوك و الهجوم ، و في أحسن الأحوال الشفقة المشوبة بالتندر و التفكه .
و من أهم هذه الأسباب المتعددة :
1- أن مجال العلوم الغيبية – كما يتضح من اسمه – يختص بهذه الفئة من العلوم و الطاقات التي تنتمي إلى مجالات و حقول و ترددات فائقة من الطاقة ، يتعدى مداها قدرة الحواس البشرية على الإدراك ، و من ثم في تمر بها مرور الكرام دون أن تعيرها التفاتا ، إلا في الحالات التي تكون هناك ضرورة ملحة لإحداث اتصال بين الوعي البشري و بين الأنواع المتعددة لهذه القوى و الطاقات .
و لما كان الإنسان عادة قد تعلم منذ طفولته ألا يثق إلا بما تمليه عليه حواسه بما تلمسه و تشمه و تراه و تسمعه و تتذوقه من آثار العالم المادي ، فقد إنسان العصر الحديث عشرات من الحواس التي كان يتمتع بها أسلافه البشريين من أبناء الحضارات السابقة الذين أصبحت تفصلنا عنهم عشرات الآلاف من السنين ، و الذين تفهموا جيدا طبيعة هذه القوى – كما سوف نرى – بل و طوعوها لبناء حضاراتهم التي مازالت أسرارها المذهلة عصية على الشرح و التفسير .

2- اعتماد مناهج العلوم التجريبية على المشاهدة و تسجيل النتائج التي تتحقق ماديا و معمليا ، مما صبغ عصرنا الحديث بأكمله بهذه الصبغة المادية ، و ذلك نظرا لتغلغل العلم التجريبي و تطبيقاته " التكنولوجيا " في حياتنا المعاصرة بشكل كاسح ، فأصبح اعتماد الناس حاليا في غالب نشاطات حياتهم على الأجهزة و الآلات التي ساهمت في إخماد عدد كبير من الملكات و المهارات التي كان يتطلبها الاعتماد على قدرات الإنسان ، مما جعل بعض الدراسات النفسية تتنبأ بفقدان الإنسان لمعظم ملكاته في عصر قريب بتأثير التقدم المريع للتكنولوجيا . و مما دعم الأمر أن العلم الحديث بمناهجه السابقة الذكر – و التي لا ينكر أحد فضلها رغم ذلك في تيسير سبل الحياة – قد أثر في طريقة تفكير الإنسان المعاصر ذاتها ، فنتج عن ذلك عدد من المفاهيم و الجمل الشائعة التي تشيع في قطاع المثقفين ثم لا تلبث بقية قطاعات المجتمع أن تتلقفها منهم لترددها ترديد الببغاوات مثل : " أنا إنسان متعلم ، لا وجود للغيبيات " ، أو " أنا مثقف ، التفكير الغيبي تفكير متخلف " ، فماذا يقول هؤلاء إذن إذا عرفوا – كما سوف تقرأ – أن كبريات معامل و معاهد البحث العلمي الغربية قد فتحت مجالا لدراسة و اكتشاف هذا المجال ( المتخلف !!! ) و اعترفت به و اعتبرت أن طاقاته هي بمثابة طاقات لم تكتشف قوانينها بعد ؟!!
3- سيطرة الجهل و التخلف لحقبة طويلة على مجتمعاتنا الشرقية لعدة أسباب من أهمها الاستعمار الذي رزح الشرق تحت نيره فترات طويلة من قبل مستعمرين و غزاة و ( فاتحين ) شتى ، ما بين صراعات لأمراء المماليك في مصر و الشام و اكتساح عثماني و احتلال أوربي ...إلخ ، مما ساهم في تكريس طباع التواكل و القدرية و اللجوء للغيبيات في أسوأ صورها ممثلة في الاستعانة بالجن و العفاريت و التبرك بأضرحة الموتى و اللجوء للسحرة و اعتبار البلهاء و المعاقين ذهنيا من أولياء الله الصالحين . كل هذا التراث الأسود طغى للأسف على مفهوم عوالم القوى الغيبية و طبعها بطابعه في أذهان القطاع الأكبر من أبناء الشرق ، مما جعل الباحث فيها مجبرا دائما على شروح مطولة يوضح فيها الفرق بين ما يبحث فيه من علوم رصينة و بين ألاعيب الحواة و الدجالين .
و يثور الآن سؤال هام لابد منه و هو : هل البحث في العلوم الماورائية مما يتعارض مع مفهوم الغيب كما يعنيه الدين ؟
الإجابة المباشرة على هذا السؤال تتضح من الحديث الشريف الذي ورد بصحيح البخاري و الذي نصه :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( مفاتح الغيب خمس : إن الله عنده علم الساعة ، و ينزل الغيث ، و يعلم ما في الأرحام ، و ما تدري نفس ماذا تكسب غدا ، و ما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير )) ( 1 ) .
هذه الأصول الخمسة للغيبيات التي لا يجوز أن يدعي أحد المقدرة على الإحاطة بها أو التنبؤ بما سوف يكون من شأنها ، و هي كما نرى لا تدخل من قريب أو بعيد في نطاق ما تنوي هذه السلسلة أن تبحثه ، فنحن لا ننوي – معاذ الله – أن نصدر مصنفات تسفه من قيمة العقل أو تتعارض مع أصل من أصول العقيدة ، إنما الهدف الأساسي كما سبق و أشرت هو الأخذ بطرف من أسرار علوم و فلسفات اكتشفت في أسرار الكون قوانين أودعها الله فيه . هذه القوانين انتبه إليها عباقرة من الأسلاف الذين ساهموا في بعث و ازدهار الحضارة عبر العصور ، بعضها اندثر بفعل الانهيار الدوري المعتاد للحضارات و ترك البعض الآخر بصيصا من الإشارات و الرموز التي كانت بمثابة علامات دالة ساهمت في بعث هذه العلوم و إعادة كشفها من جديد ، و هو الأمر الذي يسير فيه الغرب الآن بخطى حثيثة .
و ربما يلتبس الأمر على البعض نتيجة لاستخدام لفظ " العلوم الغيبية " للإشارة لهذه العلوم ، مما ينتج سوء الفهم و الخلط بينها و بين مفهوم " الغيب الديني " في ذهن القارئ ، و لتوضيح ذلك أقول أن ذلك من قبيل الدلالة الاصطلاحية ، بمعنى أن كلمة " غيبية " هي عبارة عن مصطلح يطلقه البعض على هذه العلوم نظرا لطبيعتها " الخفية " أو " الكامنة " ، و نظرا لأن قوانينها و معادلاتها لم تكتشف كاملة بعد ، فهي ما زالت في رحم الغيب .
و المشتغلون بالبحوث الأكاديمية يعلمون معنى المصطلح تماما ، فالكلمة الواحدة قد يكون لها معنى ما في القاموس ثم تستخدم استخداما دارجا مغاير في المعنى من قبل رجل الشارع ، ثم قد تستخدم استخداما ثالثا مختلف تماما كمصطلح دال في علم من العلوم ، و هذا هو ما ينطبق تماما على لفظة " غيبية " و التي تستخدم كمصطلح من قبل علماء الدين يدل على ما سبقت الإشارة إليه من علم يختص الله سبحانه و تعالى بمعرفته و يقصره على ذاته الإلهية و لا يشرك فيه أحدا من عباده .
و للابتعاد عن هذا الخلط تماما فسوف أستخدم اصطلاح " العلوم الماورائية " للدلالة على ما أعنيه من هذه العلوم ذات المجلات الخفية من الطاقة ، كما أفضل استخدام مصطلح " القوى الخفية " رغم ما يحويه من ظلال مثيرة للخيال .
ثم إن القصص القرآني لا ينفي أبدا إمكانية أن يتمتع بعض البشر بميزات و قدرات تمكنهم من اختراق عوالم القوى الخفية و اجتياز مسالكها الوعرة ، بل إن بعض الآيات تنص على ذلك صراحة ، فيقول سبحانه و تعالى :
(( فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا و علمناه من لدنا علما (65) قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا (66) قال إنك لن تستطيع معي صبرا (67) و كيف تصبر على ما لم تحط به خبرا (68) قال ستجدني إن شاء الله صابرا و لا أعصي لك أمرا (69) قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا (70) )) . الكهف 65- 70 .
فالآيات الكريمة السابقة تحدثنا عن لقاء سيدنا " موسى " عليه السلام بأحد الناس الذين وصفهم الله تعالى بوصف [ عبدا من عبادنا ] ، فلم تنص الآيات صراحة على أنه رسول أو نبي ، بل هو إنسان كغيره ، غاية الأمر أن الله تعالى آتاه [ رحمة ] و [ علمه من لدنه علما ] ، هذه

(1) صحيح البخاري ، دار الكتاب اللبناني ، الجزء الرابع ، ص 71 و أيضا ص 99 .
الرحمة و هذا العلم جعلاه يستحق و بجدارة أن يقوم بدور الأستاذ لواحد من أكبر الأنبياء و الرسل و هو " موسى " عليه السلام ، بل و يستأذنه " موسى " في الصحبة فيشترط عليه ذلك العالم شروطا حتى يصحبه ، ثم يكون من أمرهما ما تنص عليه باقي الآيات من أحداث يتمكن فيها هذا العبد العالم أن يهتك أسرارا ماورائية ، يتصرف بموجبها تصرفات قد تبدو للوهلة الأولى أنها غير عقلانية ، و ذلك طبقا لحكم الحواس العادية و ( التفكير المنطقي ) ، ثم نكتشف في ختام الآيات أنها هي عين العقل و عين المنطق طبقا للقدرات التي أتيحت لهذا العبد العالم و التي تصرف بناء عليها .
و الكتب المقدسة على اختلافها تحتشد بمئات من الآيات و النصوص التي تصرح بأن الكون غير مقصور على هذا النطاق الضئيل الذي تتعامل معه حواس البشر بشكل اعتيادي ، بل إنها تدل صراحة في أكثر من موضع على أن هناك عوالم متعددة ذات قوانين و طاقات و ظواهر و أحداث تتجاوز قدرة التصور البشري .
و الآيات سالفة الذكر كثيرة لدرجة أن حصرها يخرج بنا عن نطاق هذا الكتاب و موضوعه ، و لكن نتوقف هنا عند إحدى آيات سورة الذاريات و التي تصرح :
(( و من كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون )) الذاريات (49) .
و هو الأمر الذي يسري على كل شيء في الكون بما فيها المادة ذاتها ، فالكون المادي يتضمن الطاقة بشتى صورها المعلومة و التي ما زالت في طي المجهول بنفس الشكل الذي يتضمن به المادة بصورها و عناصرها المختلفة ، فالعالم إذن عالمان أو زوجان : عالم المادة و عالم الطاقة . * * * *
كان هذا هو تقديم كتابي الأول من سلسلة القوى الخفية ، الذي يجري نشره الآن في دار هلا للنشر و التوزيع و عنوانه " قوى الجسم الخفية " .

الايزوتيريك في علم الحياة علم النفس وتطوير الذات والبرمجة العصبية

استذوق الايزوتيريك في علم الحياة و فن العيش ... استذوقه في كيفية ازالة النقاب عن الغوامض ... فتنكشف الاسرار التي حيّرت المفكرين ابد الدهر ! ... تنكشف في تقنية ذاتية تطبيقية، قاعدتها السهل الممتنع في تبسيط هذا العلم الانساني النبيل.

قراءة الايزوتيريك عمق و رفاهية ... حكمته منطق في قوة الفكر العملاني، في صدق العاطفة، في دقة العلم، و في المظاهر الحياتية التي نصادفها في مشاغلنا و في معيشتنا اليومية.

كتب احدهم ان المدهش في الايزوتيريك و انت تطلع على مجموعة مؤلفاته المتنوعة ... تشعر وكأنك في بستان ثمار و اطايب الزهر ... تتذوق و انت تنتشي بالشذا ... فتارة تتذوق ادب الرواية، رهافة القصة، و شفافية الشعر الباطني و النثر البديع ... و تارة اخرى تتذوق الاسرار الانسانية و الكونية ... وجميعها هادفة، جميعها ترقرق الفكر، جميعها تحاكي القلب و تنبض في الوجدان. لأنها تهدف الى التسامي بالانسان.

طريق الى التكامل الانساني ... " Art of Self-realization "





ما هو الايزوتيريك

الإيزوتيريك او الدرب الى باطن الانسان ، هو الطريق الى معرفة الذات عبر التطبيق العملي … هو بمثابة مسار وعي داخلي يساعد على تفتيح المقدرات العقلية و القوى الخفية الهاجعة في أعماق كل انسان، وذلك بهدف التطور و الوعي على كل صعيد ، و لا نقول بهدف التوصل الى الذكاء السامي و سبر أغوار الأبعاد الفكرية فحسب … بل الوعي لمجريات الأمور ، والسير بالانسان نحو الأفضل والأكمل والأشمل … انطلاقاً من أنّ الانسان هو سيد نفسه و مصيره. *



واقع الايزوتيريك

في القدم، كان الايزوتيريك، أو علم الذات الباطنية، الشغل الشاغل لكل من وطأ الأرض وعاش عليها. اذ أن معرفة الانسان لنفسه هي المعرفة الوحيدة التي كان يتوق اليها الكائن البشري، ويسعى ... تابع*



تاريخ الايزوتيريك

ابتدأت هذه العلوم الباطنية بالانتشار، بادىء ذي بدء، من الشرق الأقصى، حيث حفظها أسلاف الحكماء الكبار في أماكن نائية لا تطالها يد البشر . ومن هنالك انطلق ما عُرف ب " الأخوية البيضاء ". فكان على كل من شاء اكتساب معرفة الانسان بسائر فروعها، ان يتدرج بالمعرفة والتجارب والتطور الذاتي ... حتى ينتهي به المطاف في الشرق الأقصى، حيث يُسمح له بالتعرّف ، ومن ثم الاطلاع على ... تابع*



مراجع الايزوتيريك

منذ منتصف القرن العشرين، قرر كبار الحكماء، أسياد " الأخوية البيضاء العالمية "، ضرورة نشر الايزوتيريك علناً ، وذلك بواسطة أشخاص كانوا قد كرسوا أنفسهم لهذا العمل المقدس . أما أسلوب النشر، فكان يعتمد أساسا على مخطوطات الايزوتيريك القيمة و على التجربة الشخصية ... بمعنى ان ... تابع*



هدف الايزوتيريك

بناء على ما تقدم ، يتبيّن هدف الايزوتيريك السامي ، ألا وهو توعية و تطوير الانسان ... وما من سبب أو هدف آخر سوى توعية الانسان فقط ، انطلاقا من محبة الانسان لأخيه الانسان ، وتنفيذا للمشيئة الالهية . يخبرنا الايزوتيريك أن عمر الأرض محدد، كذلك عمر الانسان عليها ... بعد ذلك تنتهي مهمة الأرض ، فتفنى ... وينتقل الانسان الذي رفض الوعي الى أرض جديدة حيث يتلقى هناك علوماً مكثفة في معرفة الذات. لكن اسلوب تلقي تلك العلوم هناك، سيختلف عن الأسلوب المتبع حالياً ... تابع*



منهج الايزوتيريك

" ان العلم الأفضل والأهم هو ذلك الذي يمكن تطبيقه عملياً ... ذلك الذي يؤدي بالانسان الى التطور من خلال هذا التطبيق ... ولا فائدة ترجى من علم يقوم على النظريات ، ولا يقدم سوى النظريات!!" والواقع أن هذا القول الصائب يختصر منهج الايزوتيريك، فعلم الايزوتيريك لا يرتكز إلا على التطبيق العملي... بل هو التطبيق العملي لمجمل العلوم والمعارف والمبادىء التي تسير بالانسان نحو التطور الذاتي ... تابع*



الافادة من الايزوتيريك

ذكرنا أن علم الايزوتيريك ليس علماً نظرياً، ليس معلومات الاطلاع عليها أمر اختياري ، ليس ثقافة عامة يستطيع من يشاء أن يطالعها، ثم يهملها ! علم الايزوتيريك طريقة حياة يحياها الانسان يوما بعد يوم ... وطريقة الحياة هذه سوف تؤدي بسالكها الى الوعي والتطور - ولا نقل الى الذكاء السامي والبُعد الفكري فقط. فالتطبيق الحياتي يعني انفتاحا على الجديد، ويعني كذلك تمرين وعي ... تابع*



الايزوتيريك و الباراسيكولوجيا

ان أول ما يتبادر الى ذهن الأشخاص العاديين الذين لم يتعرفوا الى الايزوتيريك عن كثب ، هو أن الايزوتيريك مجرد تسمية أخرى للباراسيكولوجيا ... والواقع أن هذا الظن خاطىء ! فالايزوتيريك قد يلتقي مع الباراسيكولوجيا في عدة نواحي ، لكنه يختلف معها من نواح اخرى ... علما أن الباراسيكولوجيا ليس الا محاولة علماء النفس للخروج من نطاق مادة الجسد الكثيفة، والتعرّف الى الواقع الباطني ... تابع*



الايزوتيريك و الميتافيزيقيا

في غابر الأزمان ، لم تكن المعرفة مقسمة أو مجزأة الى مواضيع واختصاصات شأن العلوم الحالية . فنحن اليوم نسمع باسماء علوم كثيرة منها علم الفيزياء، وعلم الكيمياء، كذلك علم النفس، والطب، وعلم الذرة وعلم الفلك ألخ ... أما في الماضي السحيق فكانت المعرفة علماً واحداً، هو علم الانسان ... الذي كان يشمل سائر العلوم ... تابع*



الايزوتيريك و الجمعيات أو معاهد معرفة الباطن الأخرى

منذ البدء - بدء حياة الانسان على الأرض - رسمت الطريق التي يجب على الانسان سلوكها من أجل العودة الى الخالق . ووضعت الأنظمة و القوانين التي يجب اتباعها لتسهيل تلك المسيرة المقدسة، وكل ذلك قد سجّل في الوعي الباطني الانساني . سار البعض على تلك الطريق ، وشرد البعض الآخر عن اتباع تلك الأنظمة، وعن انتهاج الدرب المقدسة . ولما وجد ... تابع*



الايزوتيريك و معرفة الذات

الايزوتيريك ليس معرفة الذات فحسب ، بل تطبيق معرفة الذات عملياً في الحياة ! " ان معرفة الذات هي أمّ كل معرفة ! " عبارة قالها الأقدمون . وبعدها كانت انطلاقة الفكر الفلسفي اليوناني . فمعرفة الذات هي الهدف الأول من علم الايزوتيريك ، لكنه ليس الهدف الأخير . لأن معرفة الذات تعتبر اكتمال وعي الانسان ، أو وصوله الى العرش الانساني . يليها مرحلة توعية اخرى ارقى حكمة و معرفة و تطوراً ... تابع*



الايزوتيريك في الكون

كان و ما زال علم الايزوتيريك العلم الأشمل و الأوسع . نقول : كان و ما زال ... لأنه كان قبلاً ، كان هو علم الانسان منذ أن استوى الانسان واعياً على الأرض ... وما زال ، لأنه ها هو يشرق من جديد على الوعي الانساني ، ليرتقي به الى الأسمى ! وسيبقى الايزوتيريك ، لأنه الأبقى، ولأنه الأكمل ! حقيقة واقعية تأكد منها ... تابع*



مستقبل الايزوتيريك

لا نبالغ اذا ما أكّدنا أن الايزوتيريك سوف يشمل كل علم وجد على سطح الأرض . وهذا الواقع ليس بعيد التحقيق ، لأن المستقبل قد بدأت معالمه تظهر رويداً رويداً . ها هو الايزوتيريك - قد بدأ يجتاح الطبّ ، وعلم النفس ، وأيضاً علم الهندسة والأرقام ، والعلوم التاريخية والجغرافية . وتدريجاً ، سوف يغزو كل علم على وجه الأرض ... لا ليجعل من شتى العلوم علوماً ايزوتيريكية، فذلك ليس الهدف ، بل ليصبح الايزوتيريك هو العلم الوحيد على الأرض الذي يشتمل على شتى العلوم ، لأنه بكل بساطة علم الانسان ... تابع*




--------------------------------------------------------------------------------



* الايزوتيريك ، أو الدرب الباطنية و أهميتها في حياة الإنسان

الإنسان والرقم سبعة من منظور علم الايزوتيريك



وهي علوم باطن الإنسان ومؤلفاتها هي الأولى  من نوعها في البلاد العربية

Website:www.esoteric-lebanon.org

E-mailinfo@Esoteric-Lebanon.org

            Esoteric_Lebanon@hotmail.com


   ومن كتاب "علم الأرقام وسر الصفر"، إعداد وتنسيق ج ب م والصادر عن منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء، بيروت (جميع الحقوق محفوظة للناشر) نقدم لكم الوارد أدناه من علم الايزوتيريك:

      إن أكثر الأرقام وجودا وتعبيرا في الكيان البشري ، هو الرقم سبعة . ذلك هو أن الإنسان تجسيد نظام الرقم سبعة على الأرض . فالإنسان انبثق من الثالوث  ، وكل من انبثق من الثالوث ، حوى الرقم سبعة في تكوينه ... أو هو انطلق عبر سبع طبقات وعي ، كما المنشور يعكس طيف النور .
   لذلك بات اكتمال الإنسان يرتكز على الرقم سبعة ، وكل ما عدا هذا الرقم يبتعد عن حقيقة مفهوم التكامل الإنساني
   ويظهر الرقم سبعة في تكوين الكيان ككل ... فالأجسام الباطنية التي تؤلف وجود الإنسان هي سبعة . والروح حين تدرّكت في عالم المادة ،  انطلقت عبر سبع طبقات ، أبدعتها من وجود الثالوث . فالروح خلاّقة بطبيعتها ، لأنها جزء من روح الخالق . لذلك ، منذ ما تواجدت في الثالوث ، ابتكرت منه سبع طبقات وعي ،  وعبر الطبقات السبع تلك ، تدركت الروح لتصل إلى الأرض – أكثف درجات المادة .
   أثناء هبوط الروح عبر هذه الطبقات ، عمدت إلى اكتساب جسم ، أو غشاء من مادة كل طبقة ، تحوي من طبيعة الوعي التي تشتمل عليها تلك الطبقة .  
   وهكذا ، انطلقت الروح في سبع طبقات ، مكتسبة سبع درجات وعي ، مجسدة في سبعة أجسام ، كانت هي الأجسام الباطنية السبعة التي تعيش ضمنها الروح أثناء تواجدها على الأرض – بما في ذلك جسم الروح نفسها . وسبب ذلك أن الروح صافية ، يستحيل بحالتها النقية الصرفة أن تتواجد في عالم المادة الكثيفة دون أردية ملائمة !
      لهذا السبب لم تهجر الروح كنف الإله الخالق أبدا . لأن الروح لا تستطيع أن تتواجد ، بل لا وجود لها إلا ضمن وجود الإله ، من هذا المنطلق ، أطلقت العلوم الباطنية على الروح    تسمية ( شعاع الله ) ! إذ أن هذا الشعاع انطلق من الروح الكلية ، مثلما ينطلق خيط النور من الشمس ، ويمتد عبر المسافات الطويلة دون أن يهجر عمق الشمس ، و إلاّ فإنه سيتلاشى ويتبدد.
   وهكذا أرسلت الروح الكلية أشعتها عبر طبقات الوعي ، وجعلت لكل شعاع جسما من كل طبقة ، حتى إذا ما وصل الشعاع إلى الأرض صار متواجدا ضمن سبعة أجسام هي أجسام الإنسان الباطنية . بينما الروح ، كجوهر ، لم تغادر كنف موئلها الروحي ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍.
   خلاصة القول ، الأجسام الباطنية في الإنسان سبعة ، أكثفها الجسد المادي المنظور . كما أن لكل جسم من هذه الأجسام مركزا معينا ، أو غدة روحية ، تظهر في الجسم الأثيري الذي يحيط بالجسد المادي . هذه الغدد الروحية ، يوازيها ، من ناحية أخرى ، غدد مادية في الجسد ، هي الغدد الصماء .
    إذن ، الغدد الروحية عددها سبع ، والغدد الصماء عددها سبع ، وكلها ترمز إلى الكمال الإنساني الذي يتوجب على الإنسان بلوغه بعد وعي أجسامه الباطنية ، أي جميع درجات الوعي الذي يحويها كيانه ... وذلك من أجل أن يتوصل إلى وعي شعاع الروح ، سيعود من خلاله إلى جوهر الروح نفسها القابعة في كنف الإله ، من أجل أن يعيها ويتوصل إلى الكمال الروحي .
    والرقم سبعة يتواجد أيضا في الألوان السبعة التي تحويها أجسامه الباطنية ... فالألوان هي تجسيد ذبذبات ‍‍، والأجسام الباطنية هي مجموعة ذبذبات تحيط بالجسم المادي وتتخلله . ومن يملك النظر الروحي ، يستطيع أن يشاهد الأجسام الباطنية على شكل تجمعات ألوان ، عددها سبعة – كألوان النور .
   الثقوب المتواجدة في رأس الإنسان عددها سبعة أيضا ... مما يعني أن بمقدور الإنسان أن يطل على العالم الخارجي عبر سبعة منافذ . والمعنى هنا مجازي ، لأنه يشير إلى حقيقة أشمل ... وهي أن باستطاعة الإنسان أن يطل على العالم العلوي – أو الروحي – من خلال سبعة أجسام ، التي تمثل سبع درجات وعي .
   ويتفرع من كل من هذه الدرجات السبع ، سبع درجات أدنى وعيا ، هي مراحل وعي يعبرها الإنسان تدريجيا على درب التطور والتقدم .
   كل ذلك متواجد في الكيان الإنساني ، ليشير إلى حقيقة الكمال الواجب التوصل إليه .
   من هذا المنطلق ، نستنتج أن النظام الإلهي برمته ، مسجل في كيان الإنسان ... وطريق الوعي محفورة فيه أيضا ... عملية الخلق بكافة مراحلها ، مخطوطة فيه ... كذلك درب الصعود ، والاتحاد ، والكمال ، مدوّنة تفصيليا في رقائق وعيه ، في درجات مداركه ... وما عليه إلاّ أن يعيها ، فتتكشف له الحقائق .
المصدر :   من كتاب "علم الأرقام وسر الصفر"، إعداد وتنسيق ج ب م والصادر عن منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء، بيروت (جميع الحقوق محفوظة للناشر) :

"علم الوعي طريق التكامل الإنساني "الآيزوتيريك